كتبه/ غريب أبو الحسن
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛
- ليست الرجولة في صوتٍ أجش، ولا في شارب عريض، ولا في أن يخاف الناس منك، وتتقي فحشك وشر نفسك!
- ولا في أن يستعرض الإنسان ما أنعم الله الغني الحميد عليه مِن سيارات أو منازل أو تجارات أو عضلات!
- وليست الرجولة في حمية جاهلية للعائلة أو العشيرة، أو الحزب أو القبيلة، فتغضب إذا غضبوا، وتجهل إذا جهلوا.
- وبالطبع ليست الرجولة في البحث عن التأنق، وزيارة صالونات التجميل، ودفع الأموال لقزع الشعر، والسعي للفت انتباه النساء؛ فضلًا عما هو أشد مِن ذلك.
- إنما الرجولة في اتباع الحق، ولزوم الهدى وصدق العهد مع الله، والثبات على طريق الأنبياء مهما كانت الفتن.
- الرجولة أن تؤدي فرائض الله -سبحانه وتعالى- على أحسن ما يكون في وقتها وبنصابها، وتتقي الله ما استطعت فيها.
- كمال الرجولة أن تتبع الفرائض بالنوافل؛ إكمالًا لما يعترضها من نقص، وسباقًا نحو رضا الله -سبحانه وتعالى-.
- الرجولة هي أن تأكل من عمل يدك، ولا تُطعِم أهلك إلا الحلال.
- الرجولة ألا تقرب الربا في زمن أصاب الجميع رذاذه!
- الرجولة هي غض البصر وحفظ الفرج، وأن تحجز نفسك عما لا يحل لك.
- الرجولة أن يرى مَن حولك في وجودك الأمان، ويأمنون من لسانك ويدك، أولًا ثم يستأمنوك على نفائس أموالهم فتؤديها إلى أهلها.
- الرجولة هي أن تقري الضيف وتغيث الملهوف، وتجير الضعيف، وتعطف على اليتيم، وتحسن للأرامل والثكالى.
- الرجولة أن تحمل مَن لا ظهر له على فضل ظهرك.
- الرجولة هي أن تتقي شح نفسك فتنفق مما تحب مستحضرًا عظم مَن تنفق في سبيله ساعيًا لنيل البر.
- الرجولة أن تقوم والناس نيام، تكابد البرد، وتتعب نفسك في الدنيا لترتاح حين يكد الناس.
- الرجولة أن تتقي محارم الله، فتسد على نفسك أبواب الحرام، وأبواب الشهوات والشبهات.
- الرجولة أن تكظم غيظك وأنت قادر على إنفاذه.
- الرجولة أن تبر والديك وتتذلل لهما رحمة بهما فلا تسمعهما أقل إساءة ثم تبر مَن كانوا يبرون بعد رحيلهم.
- الرجولة هي أن تكون ذليلًا على المؤمنين، عزيزًا على الكافرين.
- الرجولة أن تكون آمرًا المعرف، ناهيًا عن المنكر، مستمرًا في ذلك لا يردك ذم الناس.
- الرجولة ألا تغتاب ولا تبهت، وأن تنتقي أرق الألفاظ إن كنت ناصحًا.
- الرجولة أن تعظم شعائر الله.
- الرجولة أن تعمِّر بيوت الله، وأن تترك قلبك معلقًا بها.
- الرجولة بسمات في وجه الضعيف، ومسحات على رأس اليتيم.
- الرجولة أن تحفظ السر، وتستر العيب، وتقبل العذر.
- الرجولة أن تسعى لستر المسلم إن زل، وهداية العاصي حتى يتوب.
- الرجولة أن تؤدي الحق الذي عليك؛ فلا تدعي ما ليس لك، ولا تماطل في دين عليك وأنت غني، وأن تسأل حقك من الله إن غلبت عليه.
- الرجولة أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك، فتحفظ حق شريكك كما تحفظ حقك، فإن كثيرًا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض.
- الرجولة أن تعامل الناس بحسن الخلق، فتوقر وتحترم مَن فوقك، وترحم وتحترم مَن دونك؛ لا أن تتملق مَن فوقك، وتسحق مَن دونك.
- الرجولة أن تتقي دعوة المظلوم فلا تظلم، بل أن تنصر المظلوم وترد المعتدي عنه.
- الرجولة في المداومة على الطاعة.
- الرجولة في صدق الحديث وفي الإنصاف عند الخصومة، وفي ألا تحول الخصومة والعداء بينك وبين العدل والإنصاف.
- الرجولة في الاستقامة "فاستقم كما أمرت".