الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الأحد 10 أكتوبر 2021 - 4 ربيع الأول 1443هـ

حكم الاحتفال بيوم الميلاد قياسًا على استعمال الموبايل والمستحدثات التي لم يفعلها النبي -صلى الله عليه وسلم-

السؤال:

أنا أستفسر عن أصل السنة التركية، وفهم الصحابة وعمل الصحابة في ذلك، وأستفسر كمثالٍ عن مشروعية الاحتفال بذكرى الميلاد الشخصي أو المولد النبوي، فهل مثلًا مشروع أن نفعل ما لم يفعل النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يفعله الصحابة مع وجود المقتضي وانتفاء المانع، مثل: الكمبيوتر، والموبايل، والطائرة، فهذه الأشياء لم تكن موجودة أيام النبي -صلى الله عليه وسلم- والصحابة، ونحن نستعملها ونستفيد منها، فهل بهذا نكون مخالفين للرسول -صلى الله عليه وسلم- والصحابة؟ فكذلك إن لم نكن مخالفين باستعمالنا لهذه الأشياء وهم لم يستعملوها؛ فلماذا لا نحتفل بعيد الميلاد وإن كانوا هم تركوا ذلك؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فأما العبادات، والعقائد، وأصول الإيمان، فالترك فيها سُنَّة كما أن الفعل فيها سنة، وأمر الأعياد يجمع بين عادة وعبادة، كما دلَّ عليه حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-، فعن أنس -رضي الله عنه- قال: كَانَ لِأَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ يَوْمَانِ فِي كُلِّ سَنَةٍ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا، فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْمَدِينَةَ، قَالَ: (كَانَ لَكُمْ يَوْمَانِ تَلْعَبُونَ فِيهِمَا، وَقَدْ أَبْدَلَكُمُ اللَّهُ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمَ الْفِطْرِ، وَيَوْمَ الْأَضْحَى) (رواه أبو داود والنسائي، وصححه الألباني).

فتحديد يوم للعب والاحتفال أمر من أمور التشريع؛ فلا يصح فيه الاستقلال من هذا الجانب، وإن كان جانب المباح (اللعب) ليس محرمًا، ولكن لا يصح تخصيصه؛ لشبه ذلك بالتشريع.

ومن هنا تعلم: أن الاحتفال بأيام الميلاد ولو بمباحات "فضلًا عن عبادات" يدخل في حيِّز البدعة على الصحيح.