الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الأحد 03 أكتوبر 2021 - 26 صفر 1443هـ

حول حديث: (مَنْ ثَابَرَ عَلَى ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً مِنَ السُّنَّةِ، بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ)

السؤال:

هل حديث: (مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي لِلَّهِ كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا، غَيْرَ فَرِيضَةٍ، إِلَّا بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ، أَوْ إِلَّا بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ) (رواه مسلم)، مقتصر على الرواتب فقط مع أن أطلق ذكر التطوع؛ لأن هناك حديثًا آخر فيه ذكر الرواتب، وهو:  (مَنْ ثَابَرَ عَلَى ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً مِنَ السُّنَّةِ، بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ: أَرْبَعٍ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني)؟

ولو أن إنسانًا زاد وأتى بـ12 ركعة أخرى، مثلًا: 8 ضحى و4 قبل العصر، وزاد 12 ليلًا مثلًا، وغيرها من النوافل، فالسؤال: هل يحتسب كل 12 ركعة ببيت في الجنة أم أن كلًّا له أجر منفصل؟ فإن كان الجواب أن الأمر مقيد؛ فلماذا نحمل أحاديث المطلق على المقيد في حين أن هناك حديثًا مطلقًا هو الحديث الأول؟ وجزاكم الله عنا وعن المسلمين خيرًا.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فهذه الاثنتا عشرة ركعة هي الرواتب التي مَن واظب عليها بني له بيت في الجنة، والظاهر أنها بكل يوم، وليس أن أي 12 ركعة كذلك.

ولا شك أن هذه الصلوات غير الرواتب لها ثواب عظيم، لكن لا نعلمه، ولأن مخرج حديث: (مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي لِلَّهِ كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً... ) واحد، ورواية الترمذي فيها زيادة بيان الرواتب: (مَنْ ثَابَرَ عَلَى ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً مِنَ السُّنَّةِ، بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ: أَرْبَعٍ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني)؛ فهذا ليس مِن باب حمل المطلق على المقيد أصلًا، بل هذا من باب زيادة الثقة في الحديث الواحد؛ حفظها بعضهم ولم يحفظها آخرون، فالأمر مِن البداية واحد بالزيادة؛ أعني المقيدة لإطلاق الرواية الأخرى في نفس الحديث.