الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الثلاثاء 24 نوفمبر 2020 - 9 ربيع الثاني 1442هـ

همسة قلم!

كتبه/ محمود دراز

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛  

فأشعر بأن القلم ينزف بأنين من كثرة ما كتب من كلمات واعظة لأصحاب العلم والوعظ والإرشاد، ولكنهم يعملون من قبيل الدعوة إلى الله وتعبيد الناس لرب العباد، ولا ريب أنها أعظم مهنة؛ لقول الله -تعالى-: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (يوسف:108)، أي: بالطريقة التي كان عليها النبي -صلى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأصحابه.

وقوله: (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) (الذاريات:55)، وقول نبيه -صلى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً) (رواه البخاري)، يقول الله -تعالى-: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الروم:41)؛ لذا تجد المسلمين الآن ليس لهم شوكة ولا كلمة مسموعة، وصار الآن يسعى كل ضال مضل لتخريب العقيدة والطعن في ثوابت الإسلام!

وعلى سبيل المثال: الميراث الذي تولى الله تقسيمه ولم يدع مجالًا للاجتهاد فيه حتى لا يميل ويجور مَن يحكم لطرفٍ على طرف، فصار من يأكل الميراث كثر، ولا حول قوة إلا بالله.

ومن الكبائر: انتشار الزنا، وأشده: زنا المحارم، والسرقة، وكثرت الغيبة والنميمة، فهما الآن فاكهة وتسلية المجالس، وفي الطرقات وأكل الربا والتحايل على الشرع لجعله تجارة مشروعة، وهذا على سبيل المثال لا الحصر؛ كل هذه الآفات موجودة بيننا كمسلمين، فكيف ننتصر أو يكون لنا شوكة في هذا الزمان ونشكو دائمًا ضيق الحال وعقوق العيال، وعدم بركة في المال.

فهل من عودة إلى ما كان عليه الشرب الأول من سلف الأمة حتى يكون كل مسلم في عزٍّ ورفعة؟!