الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الأحد 07 أبريل 2019 - 2 شعبان 1440هـ

أمنيات ودعوات

كتبه/ حنفي مصطفى

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فإن لكل عبدٍ مِن عباد الله أمنيات يتمناها، ودعوات يرجو مِن الله أن يجيبه ويحققها له، وكل أمنية ودعوة على قدر علمه وفكره وعقله، وهدفه وغايته، وأعظم الأمنيات والدعوات فضلًا وقدرًا ما يقرِّب إلى الله وإلى جنته.

ومِن هذه الأمنيات والدعوات الغالية العظيمة القدر: ما كان السلف الصالح يتمنونها ويسألوا الله إياها، وهي: "اللهم بلغنا شهر رمضان"؛ أمنية ودعوة لبلوغ الشهر الذي هو جنة المؤمن، وغايته وهدفه في بلوغ كمال الإيمان، والفوز برضا الرحمن وجنته، وعفوه ومغفرته وفضله، وبره وإحسانه؛ زيادة في الحسنات ورفعة للدرجات، وتكفيرًا للسيئات، وطمعًا في الجنات، والنجاة مِن النيران، وقمعًا للشيطان، وإصلاحًا للنفوس وتزكية لها، وتذوق حلاوة الإيمان، وإشغالًا للقلوب بمحبة الرحمن، واللسان للذكر والدعاء لرب الأرض والسماء.

فبلوغ شهر رمضان بلوغ لصالح الأعمال مِن الصيام والقيام، والذكر والاستغفار، والبر والإحسان، وتلاوة القرآن، والقرب مِن الجنان، والبُعد عن النيران، والجلوس في بيوت الرحمن، والعمرة إلى بيت الله الحرام، وإطعام الطعام، وحفظ اللسان مِن الغيبة والبهتان، وحفظ الفرج مِن الحرام، وحفظ الجوارح مِن أفعال أهل النيران وزيادة التقوى؛ فهو خير زاد للقاء الكريم المنان.

فشهر رمضان هو شهر التجارة الرابحة مع الله، وشهر البكاء والدعاء ورقة القلب، والثناء لرب الأرض والسماء، فهو شهر المناجاة في الأسحار، وشهر صلاة التهجد والاستغفار في وقت نزول الله -جلَّ جلاله- إلى السماء الدنيا في ثُلُث الليل الآخر؛ فيا لها مِن صلاة، ويا له مِن ذكر ودعاء في وقت قرب الله مِن عباده!

كل ذلك في شهر رمضان... لهذا يحبه ويتمناه العابدون المحبون، المشتاقون الذاكرون، الداعون لربهم حبًّا ورجاءً، وخوفًا وخشية، وتقربًا وتضرعًا وثناءً.

فاللهم بلغنا شهر رمضان بصحة وعافية، وإيمان وستر، وأعنا على طاعتك وذكرك، وحسن عبادتك فيه يا كريم.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.