الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الثلاثاء 06 مارس 2018 - 18 جمادى الثانية 1439هـ

رأيتك تُحْسِن الصلاة!

كتبه/ حنفي مصطفى

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فإن الله -تعالى- أمرنا في كتابه بما يقربنا إليه، ويحسِّن الصلة التي بيْن العبد وربه ويقويها، ومِن ذلك: حسن الصلاة وتمامها وخشوعها، فحسن الصلاة هو حُسن الصلة بالله -تعالى-، وكلما زاد حسنها وخشوعها كلما قويت الصلة بالله.

وذكر الله سبب دخول جنة الفردوس، فقال -سبحانه-: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ . الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) (المؤمنون:1-2)، وذكر -سبحانه- مِن ثمار الصلاة الطيبة: (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ) (العنكبوت:45).

فالصلاة الحسنة الطيبة المقبولة تثمر ذكر الله، والمنع مِن الفحشاء والمنكر، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (يَا بِلَالُ أَقِمِ الصَّلَاةَ أَرِحْنَا بِهَا) (رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني)، وقال: (وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ) (رواه أحمد والنسائي، وصححه الألباني).

ولما سمع عمر -رضي الله عنه- أن كسرى يجهِّز جيشًا؛ جهز جيشًا ثم ذهب إلى المسجد ليختار قائد الجيش فرأى رجلًا يصلي أعجبته صلاته فاختاره لهذه المهمة، فسأله فقال له: "رأيتك تحسن الصلاة!".

إنه الصحابي النعمان بن مقرن المزني -رضي الله عنه-؛ لأن القائد أو المسئول إذا كان يحسن الصلاة فهو حسن الصلة بالله -تعالى-، فتجده موفقًا معانًا مسددًا، مستجاب الدعوة، فكان -رضي الله عنه- موفقًا مسددًا، رزقه الله الشهادة مع نصر للمسلمين في معركة "نهاوند" فتح الفتوح، فكان اختيار عمر -رضي الله عنه- موفقًا.

كذلك البيوت والمجتمع والأمة إذا حسنت الصلاة حسنت الصلة بالله؛ فتجد التوفيق والإعانة، والسداد والاهتداء إلى الخير والصواب؛ فأحسنوا الصلة بالله بحُسن الصلاة له -سبحانه-.

اللهم رد المسلمين إلى دينهم ردًّا جميلًا، وأصلح شبابهم ونساءهم، والحمد لله رب العالمين.