الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الثلاثاء 11 أبريل 2017 - 14 رجب 1438هـ

حكم التفاؤل بالحدائق والمساكن والألوان

السؤال:

أعلم أن التشاؤم -الطيرة- محرم في الإسلام، وأن التفاؤل مستحب؛ لأنه حسن ظن بالله، لكن هل هذا التفاؤل خاص بالكلمة الطيبة فقط أم هو عام؟ لأني قرأت حديثًا قد يدل على عموم التفاؤل في كل شيء، وفي كل أمر، وهو عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: "كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُعْجِبُهُ الْفَأْلُ الْحَسَنُ، وَيَكْرَهُ الطِّيَرَةَ" (رواه ابن ماجه، وصححه الألباني)، فما حكم ذلك؟

وكذلك ما حكم التفاؤل بأماكن، مثل: الحدائق أو المساجد أو مدخل عمارة يدخل فيها الإنسان لشغل أو غيره؟ وكذا ما حكم التفاؤل بحيوانات أو أشياء، مثل: اللون الأبيض أو قلم له شكل جيد، وهذا كله مِن باب حسن الظن بالله أن يبارك وينفع بهذه الأشياء؟ وجزاكم الله خيرًا شيخنا الكريم.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فالتفاؤل المأذون فيه هو "الكلمة الطيبة لا غير"؛ فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا عَدْوَى، وَلا طِيَرَةَ، وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ) قَالَ قِيلَ: وَمَا الْفَأْلُ؟ قَالَ: (الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ) (رواه البخاري ومسلم).

أما التفاؤل بالطيور والحيوانات والأماكن والمساكن والألوان؛ فليس بمشروع؛ عن عكرمة -رحمه الله- قال: "كُنَّا عِنْدَ ابْنِ عُمَرَ، وَعِنْدَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا-، فَمَرَّ غُرَابٌ يَصِيحُ؛ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ: خَيْرٌ خَيْرٌ! فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لا خَيْرَ وَلا شَرَّ" (التمهيد لابن عبد البر).