الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الأربعاء 22 فبراير 2017 - 25 جمادى الأولى 1438هـ

شبهة حول ابتلاء الله لبعض العباد بالأمراض وجوابها

السؤال:

1- لي صديق في الكلية أخشى عليه مِن الإلحاد يقول لي: إنه يرى نفسه أن عنده نعمًا عظيمة ليستْ عند غيره مِن الناس الذين يراهم معذبين بالمرض، والابتلاءات والفقر، وهو في نفسه يرى أنه يملك ثمن الدواء إذا مرض، وهؤلاء ابتلاهم الله بالمرض، ولا يملكون حتى ثمن الدواء، ويتعذبون في الدنيا مع فقرهم ومرضهم؛ فأين عدل الله؟ وأين رحمته؟! فكيف أجيبه؟

2- أيضًا لما قلتُ له: هذا أجدر أن تشكر نعم الله عليك، ولا شأن لك ببلاء غيرك. قال: إنه يعترف بأنه في نعم عظيمة، لكنه عندما يضع نفسه مكان المحروم الذي لا حيلة لديه، ولا يملك دواءً لمرضه أو شقائه يصاب بهذه الصدمة، ويتساءل هذه التساؤلات؛ فكيف أجيبه؟ وبماذا أنصحه؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

1- فالدنيا ليست نهاية المطاف، وهذا المُبتلى بالمرض الذي ليس عنده ثمن الدواء ربما كان يوم القيامة أسعد بالصبر والرضا مِن هذا المعافى بالثواب العظيم، بل ربما تمنى الزيادة ليزداد مِن رحمة الله التي نالته بسبب مرضه وصبره، وعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لَيَوَدَّنَّ أَهْلُ الْعَافِيَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَّ جُلُودَهُمْ قُرِضَتْ بِالمَقَارِيضِ مِمَّا يَرَوْنَ مِنْ ثَوابِ أَهْلِ الْبَلاَءِ!) (رواه الترمذي، وحسنه الألباني).

2- المؤمن بيْن الصبر والشكر، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ) (رواه مسلم).