الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الأربعاء 25 يناير 2017 - 27 ربيع الثاني 1438هـ

حول هدايا المناسبات العائلية

السؤال:

1- تحصل المجاملات بين الأقارب والجيران والأصهار بهدايا ونقوط وأشياء جرى بها العرف، لكن المشكلة أن هذه الأشياء مع تعسر الظروف المعيشية أصبحت تشكِّل عبئًا كبيرًا على الزوج الذي لا يستطيع أن يجاري هذه الأشياء، وبالكاد يكفي بيته؛ خصوصًا وأن البعض قد يأتي بهدايا مبالغ فيها وبأسعار غالية، فيصبح الإنسان بين نارين: أنه إذا قبل دخول هذه الأشياء بيته أصبحت ديونًا في ذمته كما قرأت لحضرتك في الفتاوى المنشورة، وإذا رفض وقعت النفرة والمشاكل بينه ويبن زوجته وبين أهله ومعارفه، فما المخرج؟

2- كيف يتعامل الزوج مع هدايا أهل زوجته من طعام وشراب؛ لأن زوجته تشم نَفَسها -كما يقال- بسبب ما يجلبه أهلها للبيت؟ فهل مِن حق الزوج منع هذه الأشياء من الدخول؟ وهل تنصح حضرتك بذلك دفعًا لاستعلاء الزوجة؟ وما رأي حضرتك في رفض هدايا النقوط وهذه الأشياء؛ لأنها أصبحت عبئًا كبيرًا رغم أن رفضها قد يؤدي إلى مشاكل وخصام؟

3- هل هناك بأس أن يقول الإنسان دعاء المصيبة: "إنا لله وإنا إليه راجعون... " الوارد في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ، فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللهُ: (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) (البقرة:156)، اللهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي، وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا، إِلا أَخْلَفَ اللهُ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا) (رواه مسلم)، وهذا يقوله بعد ما ينفقه مِن مال في مجاملات وهدايا في زيارة المرضى الأقارب أو الجيران، مع العلم أنه يشتري هذه المأكولات والمجاملات بنية الصلة والإحسان إلى الناس بإظهار القدوة الحسنة، ونحو ذلك؟

4- إذا كان لي صاحب تعود أن يهدي إليَّ هدايا إذا وقعت بيننا خصومة أو مشاجرة والهدايا أحيانًا تكون قيِّمة، فهل يجوز تجاهله أو التظاهر بذلك كنوع مِن الضغط حتى يأتي بهدية عند المصالحة أو الكلام؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

1- فليطلب مِن زوجته وأهلها، وكذا أهله ومعارفه قبْل المناسبات أن يأتوا بهدايا رمزية، وألا يبالغوا؛ ليتمكن مِن الرد، والله المستعان.

2- لا أرى لكَ رد هذه الهدايا، ولكن أحسِن قدر استطاعتك إليها، فالإنسان أسير الإحسان، أما إذا تكبرتْ واستعلتْ بالفعل؛ فهنا يمكن رد ما يسبب المحرم.

3- فالصلة والإحسان للأقارب نعمة وتوفيق من الله -تعالى- "وليس مصيبة"، والدعاء بالخُلف مع استشعار نعمة الله بالنفقة مشروع.

4- فلا ينبغي أن تسأل الناس شيئًا بلسان الحال أو بلسان المقال.