الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الأربعاء 25 يناير 2017 - 27 ربيع الثاني 1438هـ

حول مقولة: "ترك العمل مِن أجل الناس رياء، والعمل مِن أجل الناس شرك"

السؤال:

1- ما معنى قول الفضيل بن عياض -رحمه الله-: "ترك العمل مِن أجل الناس رياء، والعمل مِن أجل الناس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله منهما"؟ أليس الأفضل أو الواجب أن الإنسان إذا كان يريد الصدقة مثلاً وشعر مِن نفسه الرياء ولم يتمكن مِن دفع هذه النية وجعلها لله وحده، أليس الأفضل أن يتركها ما دام عجز عن الإخلاص فيها بدلاً مِن أن يخرجها بالرياء؛ فلا هو أخذ ثوابها ولا وفر المال الذي فيها، بل أخذ ذنب الرياء! بخلاف ما لو لم يخرجها أصلاً؛ فهو في عافية مِن ذلك، وخصوصًا وهو سيترك إخراج الصدقة هربًا مِن ذنب الرياء. فما الحكم في ذلك؟ وهل هناك معنى صحيح لمقولة الفضيل -رحمه الله-؟

2- وهل مِن الرياء أن يظهِر الإنسان علمه، ويعجبه أن يسمعه أحد الشيوخ أو الأعلى منه شأنًا، وغرضه أن يعجبهم علمه وشأنه؛ فيستمر وجوده واستعماله في الدعوة إلى الله؟ فهل هذا مِن الرياء المذموم؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

1- فمَن ترك عملاً صالحًا مِن أجل أنه وسط أناسٍ سوء يسخرون منه فيتركه مِن أجل التخلص مِن أذاهم؛ فهذا هو الصحيح في تفسير كلام الفضيل -رحمه الله-؛ أما ترك العمل الذي جزم فيه بالرياء فلا يدخل في الشرك، ولكنه لا بد أن يحذر الإنسان مِن الوسوسة التي يدفعه الشيطان بها لترك العمل الصالح بزعم الخوف مِن الرياء، والنية تحتاج إلى جهاد داخلي قلبي، وليس لترك العمل.

2- فإذا كان غرضه إرضاء الناس لم يكن له أجر، بل كان رياءً محرمًا، وأما إذا كان غرضه الاستمرار في الدعوة، وأن يُستعمل في طاعة الله؛ ليرضي الله -سبحانه-؛ كان مشروعًا.