الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الخميس 29 ديسمبر 2016 - 30 ربيع الأول 1438هـ

حول قول الإمام الطحاوي: "ولا يخرج العبد من الإيمان إلا بجحود ما أدخله فيه"

السؤال:

ما المقصود بعبارة الإمام الطحاوي في العقيدة الطحاوية: "ولا يخرج العبد من الإيمان إلا بجحود ما أدخله فيه"؟ وهو قال قبل ذلك: "ولا نكفِّر أحدًا من أهل القبلة بذنب ما لم يستحله"، فهل معنى ذلك أن الجحود فقط هو الذي يَكفر به الإنسان الكفر الأكبر؟ وإذا كان هذا هو المقصود فأين إذن أن سب الدين كفر، وأن الاستهزاء بالدين كفر، وأن قتل الأنبياء كفر؟ مع العلم أن مَن سب الدين مثلاً قد لا يجحد شيئًا من الدين، وكذلك مَن يستهزئ بالشرع قد لا يكون عنده جحود. فلذلك نرجو الشرح والبيان.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فاصطلاح الجحود والاستحلال عند كثير مِن المتقدمين، ومنهم الحنفية "ومنهم الإمام الطحاوي" يَدخل فيه عندهم "التكذيب، والإباء والاستكبار أيضًا"؛ ولذا يُدخِلون فيه ما دلَّ عليه قطعًا: كالاستهزاء والسب، فإن الحنفية مع الجمهور يثبتون أن عمل القلب مِن الإيمان وركن فيه، وهم كما قال الإمام النووي -رحمه الله- مِن أكثر الناس اهتمامًا بمسائل الردة في هذا الباب، ومَن يراجع كتبهم يعرف ما ذكرنا.