الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ ياسر برهامي
الأحد 13 نوفمبر 2016 - 13 صفر 1438هـ

حكم التكفير والموالاة والمعاداة بناءً على الموقف السياسي!

السؤال:

1- هل يدخل في أمر الولاء والبراء كون بعض أقربائي يحبون "السيسي" ويدافعون عنه، بل واختاروه في الانتخابات مع كونه "مواليًا لليهود!" على ما نسمع -والله أعلم به-، بل وعنده خطوط حمراء كثيرة في مسألة الحكم بغير ما أنزل الله؟

2- هل كون أحدهم يقول: "أنا ليبرالي!" هل هناك حرج أو حرمة في مودته وحبه للقرابة والصداقة أم هذا من المواضع التي يكفر بها الإنسان -والعياذ بالله-؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

1- فالشرع قد أمرنا بالتثبت، وعدم قبول الادعاءات بلا بيناتٍ، والأفعال التي تحتمل وجوهًا يجب حملها مِن المسلم على أحسن الوجوه؛ فضلاً عن وجود القرائن التي تدل على عدم الوجه السيئ، فمَن قال إن "السيسي" موالٍ لليهود هو الذي يكفـِّر مَن خالفه سياسيًّا! مع أن "السيسي" لم يزد على ما فعله "مرسي" في عهده؛ فلا يجوز أن يتهم الرجل بما لا دليل عليه.

ولا يصح أبدًا أن يكون الدليل كلام بعض اليهود أنهم قد فرحوا بتوليه! بل الدليل هو قول أو فعل منه صريح.

ثم أخبرونا: ما هذه الخطوط الحمراء في الحكم بما أنزل الله غير الموجودة عند "حماس" و"مرسي"!

ومَن اختار "السيسي" في الانتخابات لأجل بقاء الدولة المصرية، وعدم الدخول في نفق الفوضى والحرب الأهلية التي يحاول البعض دفع البلاد إليها "وللأسف باسم الدين، والدين بريء مِن فعلهم!" - مَن اختاره لأجل ذلك محسن غير مسيء، ولا يصح أن يُنسَب لمن اختاره الرضا بظلم أو فساد موجود في بعض المؤسسات"بل أكثرها إن لم نقل كلها"؛ فقد كان الفساد منذ عهود، والذين يتكلمون في الولاء والبراء بهذا الاعتبار حقيقتهم فكر التكفير، فهم يكفرونه والجيش والشرطة بجهلهم، ثم بنوا على ذلك أن مَن دافع عنهم يوافِق على الظلم والفساد فيكون مواليًا لهم، وبالتالي فهو كافر! وهذه السلسلة الظالمة المنحرفة مبناها على الجهل والهوى؛ فاحذر منها.

2- وأما ما يكفر به المسلم؛ فأرجو أن تراجع شرح كتاب مسائل الإيمان والكفر، وشرح نواقض الإسلام.